كتابة جورج حصني في 14 حزيران / يونيو 2011
العديد من أولئك الذين يرغبون في مشاركة الإنجيل مع المسلمين يتصارعون مع كيفيّة شرح الثالوث لهم. المسلمون يسارعون إلى التهجّم ضدّ هذا المفهوم، يقولون أشياء مثل: “أنتم المسيحيّون تعبدون ثلاثة آلهة”، أو، “الله لا يمكن أن يكون له إبن.” هذه الصعوبات تسبّب للعديدين تجنّب هذا الموضوع تماماً، وتطوير الأساليب لتجاهله، وحتّى إنتاج ترجمات الكتاب المقدّس التي حذفت جميع الإشارات إلى الله كالآب والمسيح كإبن.
أتمنّى أن تكون هذه المقالة مفيدة لأولئك الذين قد لا يعرفون من أين يبدأون عند شرح الثالوث للمسلمين.
إتصل بي طالب من المملكة العربيّة السعوديّة في منتصف عام 2010 مع العديد من الأسئلة. دعوت “فيصل” للقاءٍ معي. قاد 50 ميلاً. وكانت العائلة المضيفة لفيصل تأخذه الى الكنيسة وكانت تجربة إيجابية للغاية. ولكن عندما سأل القس حول الثالوث، حصل منه على مجموعة من الآيات من الكتاب المقدّس. كلّ ما قاله القس بدا وكأنه بلا معنى. لذا أوصت العائلة المضيفة أن يتحدّث معي.
لمدّة ساعتين شرحت كلّ ما يمكن تفسيره، مستفيداً من أكثر من 40 عاما من الخبرة في التحدّث إلى مسلمين. عندما غادر، شكرني وطلب لقاءً معي مرة أخرى في الأسبوع التالي. كنت مسروراً وصلّيت أنا والموظّفون العاملون معي لخلاصه.
حضر فيصل في الوقت المحدد، وكنت على إستعداد للإنتقال في الحديث من الثالوث إلى القضايا الأساسية الأخرى. لكنه لم يكن جاهزاً.
“كيف يمكن أن يكون الله رجلاً؟ هذا كفرٌ”. هل سمعت هذه الكلمات من فم مسلم؟ ماذا تقول؟ كيف تفسّرون الثالوث الإلهي بطريقة منطقية؟
هنا أحد الأساليب التي أتّبعها، يُعبّر عنه أدناه في محادثة بين مسلم ومسيحيّ، لـُخّصت من محادثاتي مع فيصل على مدى عدة أسابيع. وتعكس بدقّة الطريقة التي كان يتصّرف ويجيب بها.
مسلم: أنتم المسيحيّون تؤمنون بثلاثة آلهة: الأب، الأم والإبن.
مسيحي: ما الذي يجعلك تقول ذلك؟
مسلم: الجميع يعرف ذلك، وتسمّونه الثالوث.
مسيحي: نعم، أنت على حقّ أننا نؤمن بالثالوث، ولكن ليس كما تظنّ. وأنا أعلم أن هذا هو مفهوم معظم المسلمين.
مسلم: إذاً إشرح لي كيف تفهمه.
مسيحي: أولاً وقبل كلّ شيء أريد أن أقول لك أن الثالوث هو الآب والإبن والروح القدس. ثانياً أود منك أن تقرأ هذه الآية معي من الكتاب المقدّس، قال الله لموسى في التوراة أن يقول لشعب الله هذه الكلمات:
مسلم: “إسمع يا إسرائيل: الربُّ إلهنا ربٌّ واحد.” (تثنية 6: 4)
مسيحي: نعم، هذا صحيح. هذا هو واحد من كتب التوراة. ليس هناك شكّ في أن الكتاب المقدّس يعلّمنا أن الله واحد. إقرأ أيضا خروج 20: 3.
مسلم: “لا يكنْ لك آلهة أخرى أمامي.”
مسيحي: ما رأيك؟
مسلم: حسناً، لم أكنْ أعرف أن هذا مكتوب في الكتاب المقدّس. هذا يبدو تماما مثل الشهادة.
مسيحي: بالضّبط. من أين كنت تعتقد جاءت الشهادة؟
مسلم: هل تعني أن الشهادة هي من الكتاب المقدس؟
مسيحي: حسناً، من الذي جاء أولاً؟
مسلم:حسناً، لديك نقطة مهمّة هنا. ولكن أليس هذا ما يعتقده اليهود؟ ماذا عن المسيحيّين؟ هل قال يسوع أن هناك إله واحد فقط؟
مسيحي: نعم، بالتأكيد: أرجو أن تقرأ مرقس 12: 28-31. هذه هي قصّة رجل يعرف التوراة جيداً. جاء الى المسيح ليسأله بضعة أسئلة وأجابه يسوع. أرجو أن تقرأ القصة كاملة.
مسلم: “فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». (اختياري: قراءة أعمال 17: 22-31؛ 1 كورنثوس 8: 4-6)
مسيحي: ما رأيك؟
مسلم: هذا مثير للإهتمام. انه لأمر جيّد أنَّ كتابك المقدّس يعلّم الحقيقة. ولكن لماذا يقول المسيحيّون أن هناك ثلاثة آلهة؟
مسيحي: سؤال جيّد. دعني أشرح. ما أعرفه عن الله هو جزء صغير مِن مَن هو حقاً الله. هل توافق على أن الله أبعد من أن ندركه بعقلنا وفهمنا المحدودين وأنه أكبر من أي شيء يمكن أن تتخيّله؟
مسلم: أوافق. هذا صحيح.
مسيحي: إسمح لي أن أرسم لك هذه الصورة: هنا هو الله في الجزء العلويّ من الورقة. دعنا نرسم سحابة من حوله لأنه بعيد، لا يُدنى منه وغامض.
مسلم: موافق.
مسيحي: الآن دعنا نرسم هنا في الأسفل رجلاً على وجه الأرض، ويمثّل هذا الخط الأرض. لاحظ الفجوة الهائلة بين الله والإنسان. الله في السّماء، والرجل على الأرض. الله يمكن أن يرانا، بينما نحن لا يمكننا رؤيته. الله ينتمي إلى العالم الغير مرئيّ ونحن ننتمي إلى العالم المرئيّ، هل هذا صحيح؟
مسلم: بالتأكيد، الى الآن الأمور جيّدة، أكمل.
مسيحي: بكل سرور. الآن دعنا نفترض أنّ الله يريد التحدّث إلى البشر ويقول لهم شيئاً لا يعرفونه، كيف يمكن أن يفعل ذلك؟
مسلم: يرسل أنبياء ليتكلموا نيابةً عنه.
مسيحي: عظيم. هذا هو بالضّبط ما حدث. من هم بعض من هؤلاء الأنبياء؟
مسلم: آدم، نوح، إبراهيم، موسى، يسوع ومحمّد.
مسيحي: الآن دعنا نأخذ واحداً منهم. ماذا عن موسى؟
مسلم: بالتأكيد. أعرف عن موسى.
مسيحي: ماذا تعرف؟
مسلم: أنا أعلم أن الله تحدّث معه في الصحراء، وكان هناك نار.
مسيحي: نعم، هذا أمر جيّد. تكلّم الله. الآن أليس هذا غريباً أن يتكلّم الله؟ كيف يتكلّم الله؟ ما هي لغّته؟ ما هي نبرة صوته؟ هل يمكن لموسى ان يفهم لغّة الله؟ هل يمكن لأذنيه التعامل مع قوّة صوت الله؟
مسلم: ؟؟؟
مسيحي: صوت الله الحقيقيّ أقوى من الرّعد. ولكنّ الله حدّد نفسه على مستوى موسى. تكلّم الله لغّة موسى وحتّى لهجته. الله خفض صوته بحيث استطاع موسى أن يسمع ذلك دون أن تتأذّى أذنيه. إستخدم الله لغّة الإنسان. أليس هذا حقاً مدهش أن يتكلّم الله للإنسان؟ (إختياري: قراءة أجزاء من سفر الخروج 3-4).
مسلم: نعم، أوافق، ولكن ما دخل هذا مع الثالوث؟
مسيحي: قصة موسى تعلّمنا عن الله وطبيعته. لأنّ الله يحبّنا، لذلك يتواصل معنا. وتحدّث مع موسى من النّار، من خلال صوتٍ مستخدماً اللّغة البشريّة. وتحدّث إلى إبراهيم من خلال الملاك. (إختياري: إقرأ سفر التكوين 18، وخُذ علما أن واحداً من الرجال الثلاثة كان يُدعى الربّ.) والآن دعنا نقرأ آية مهمّة من العبرانيين 1: 1-3. هل يمكنك قراءتها من فضلك؟
مسلم: “اَللهُ، بَعْدَمَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي.”
مسيحي: شكراً لك. كما ترى تكلّم الله بطرق مختلفة. ولكنّ النّقطة الرّئيسيّة هي أنه في كلّ مرّة تكلّم فيها الله، إستخدم وسيلة تواصل بشرية. هذه هي من ظهورات الله. هل تفهم ما أقصد؟
مسلم: الظهورات هي الطّرق التي يظهر فيها الله، أليس كذلك؟
مسيحي: بالضّبط. الله غير مرئيّ. من أجل أن يفهمه الناس لا يستخدم لغّة سماويّة ولكن لغّة ووسائل التواصل عند الإنسان. وهذا يدلُّ على تواضعه ومحبّته.
مسيحي: لذا يا صديقي المسلم، إذا كان الله قد فعل ذلك لعدّة قرون، هل من الغريب أن يكشف الله عن نفسه بطريقة أكثر كمالاً من صوت أو كتاب؟ كشف عن نفسه من خلال يسوع المسيح. لاحظ الآية 3 في الرسالة إلى العبرانيين 1: يسوع هو بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ.
مسلم: أعتقد أنني أفهم قليلاً. يبدو غير واقعي.
مسيحي: نعم هو غير واقعي. إسمح لي أن أشرح شيئا آخر. هل هذا جيّد؟
مسلم: بالتأكيد. أنا حقا أريد أن أعرف كل شيء عن الله ويسوع.
مسيحي: دعنا نقرأ يوحنّا 1: 1-3، 14. هذه من تلك الآيات المدهشة التي يصعب على العقل البشري فهمها.
مسلم: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.”
مسيحي: إسمح لي أن أشرح شيئا عن الكلمة. قبل أن تقول كلمة ما، ماذا يحدث في الدماغ؟
مسيحي: أفكّر في ما أريد أن أقوله.
مسيحي: صح. تفكّر في ذلك قبل أن تقول أيّ شيء. إذا طلبت الطّعام من أجل الغداء في مطعم، يمكن للنادل الانتظار لفترة طويلة دون أن يعرف ما كنت ترغب في تناوله من الطّعام أو الشّراب حتى تلك اللحظة حين تفتح فمك وتتكلّم. إذاً وبطريقة ما، كلماتك هي أطفال عقلك. باللغّة العربيّة، لدينا مثل يقول: “الكلمات هي بنات الشفاه.” هنا في انجيل يوحنّا، الإنجيل يقول أنه قبل ان خلق الله العالم، الله فكّر فى هذا الامر. ذلك “الفكر” هو اللوجوس باللغّة اليونانيّة. في اللغّة العبريّة هو “الحكمة” وباللغّة العربيّة هو “الكلمة.”
مسلم: أرى ما تعنيه. ولكنه لا يزال من الصعب فهمه.
مسيحي: أنا أتفق معك تماما. لا أحد يفهم ذلك تماما ذلك لأننا بشر من الأرض ونتحدّث عن الأشياء السماويّة. في يوحنا 3: 12-13 قال يسوع شيئا من هذا القبيل لرجلِ دينٍ يهودي رفيع المستوى الذي لم يستطع أن يفهم منه. هل تقرأه من فضلك؟
مسلم: “إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.”
مسيحي: بالضّبط. نحن البشر محدودين في فهمنا. لكنّنا نبذل قصارى جهدنا. إنها أساساً هذا: كما ان الكلمة هي مظهر ملموس (محسوس) من العقل، يسوع هو المظهر الملموس، الماديّ من الله الذي هو العقل الكبير والطاقة الذكية. ولكن ما نحتاج إلى فهمه هو أن يسوع هو جسديّاً رجل، ولكن في روحه هو الله، تماماً كصبّ الماء في دلو، فإنه لا يزال ماء. الدلو هو مثل جسد يسوع، والماء هو روح الله.
مسلم: هناك الكثير للتفكير فيه.
مسيحي: أريد أن أقدّم لك مثلاً واحداً أعتقد أنّه يجعل الامور أوضح. دعنا نأخذ الشّمس كمثال على ذلك. فيما يلي بعض الحقائق: الشّمس تبعد عنا حوالي 150 مليون كيلومتر. ونحن لا يمكننا في أي وقت من الاوقات الذهاب إلى الشّمس لسببين رئيسيّين. أولاً، لا نستطيع السفر إلى هذا الحدّ. ثانياً، إذا اقتربنا من الشّمس، نحترق. بنفس الطريقة، الله هو بعيد جداً حتى أننا لا يمكننا الإقتراب منه. إقرأ هذه الآية من (خروج 33:20) وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ». (شرح السياق) ولكنّ الشّمس يمكن أن تأتي إلينا في شكل محدود. كيف تأتي الشّمس إلينا؟
مسلم: اعتقد بواسطة النّور.
مسيحي: بالضّبط. هذه هي الطّريقة التي نزل الله بها إلينا. من خلال النّور، يسوع. أرجو أن تقرأ يوحنّا 9: 5.
مسلم: «مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». حسناً! هذا مثير للإهتمام. إذا السيّد المسيح هو النّور الذي نزل من السّماء.
مسيحي: فهمتني. كما ترى، فإن النّور الذي هو هنا معنا جاء من كرة النّار التي هي بعيدة عنا، وهم بَعْد واحد. يمكن أن نقول مجازاً انّ النار هو والد النّور؟
مسلم: نعم أرى ذلك. باللغّة العربيّة لدينا كلمة “والد” و”ولد”. ولذلك فإنّ الـ “ولد” هو يسوع والـ “والد” هو الله؟
مسيحي: حسنا يا صديقي المسلم، يبدو إنك أدركت ذلك. تماماً كما أن النّار لها نور، وهما لا ينفصلان على الرغم من أن النّور يسافر كل هذه الملايين من الكيلومترات، الله الآب ويسوع الإبن لا ينفصلان. لديهم نفس الطبيعة. هذه هي الطّريقة الوحيدة التي يمكننا أن نختبر بها الله: أن ينزل إلى مستوانا. لأننا نحن أنفسنا لا يمكننا أن نذهب إليه، نزل هو إلينا لأنه يحبّنا ويريدنا أن نعيش في النّور، لا في الظلام. (هنا يمكن أن يكون هناك نقاش حول ما يعنيه “الظلام”، روحياً).
مسلم: هذا أمر جيّد حقاً. ولكن ماذا عن الرّوح القدس؟
مسيحي: كنت على وشك أن أتحدّث عن ذلك. إسمح لي أن أسألك: ماذا يجلب النّور معه؟ ماذا نختبر أيضاً غير الأمور التي نراها من حولنا (النور والنّار)؟
مسلم: هل تعني الحرارة؟ وبالتالي فإن الروح القدس هو الحرارة؟
مسيحي: بالتأكيد. يمكننا أيضاً أن نسمّيه الطّاقة، القوّة، أو “ديناموس” في اليونانيّة. يبدو أنك حقاً بدأت تفهم.
مسلم: نعم، أعتقد أنني أفهم المباديء التي سبقَ أن شرحتها لي. ولكن لسببٍ ما، لا تزال بدون معنى بالنسبة لي. يبدو من المستحيل أن يكون الله من هذا القبيل. أودّ أن أصدّق ما تقوله، وماذا يعلّم الكتاب المقدّس، ولكن أظل أفكّر فيه وأنا عالق.
مسيحي: أعتقد أنني أعرف لماذا علقت، والسبب ليس أنّك تفتقر إلى الذكاء. أنت ذكيّ جداً، ولكن مهما كنت ذكيّاًّ، لن تفهم أبداً من دون عنصرٍ حاسمٍ واحدٍ. هل تقرأ لي 1 كورنثوس 14:2؟
مسلم: “وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا.”
مسيحي: كما ترى، الله أعظم أكثر بكثير مما يمكن لأيّ إنسان أن يفهمه تماماً. يجب أن يكشف الله الحقيقة لنا، ويمكّننا من فهم ذلك. إذا كنت تريد حقا أن تفهم هذا، تحتاج أن تصلّي وتسأل الله أن يفتح عينيك. لأشجّعك، إسمح لي بقراءة هذه القصة القصيرة من متى 16: 13-17. أراد يسوع أن يساعد التلاميذ على فهم من هو حقاً. لذلك سألهم رأيهم وهذا ما حدث. أرجوك إقرأ:
مسلم: “وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.”
مسيحي: أعتقد أنه كما فهم بطرس بإعلان من الله، يمكنك أنت أيضاً أن تفهم . هل تريد أن يكشف الله لك هذا؟
مسلم: نعم، أريد حقاً.
مسيحي: إذاً لنصلي معاً …
بعد أن صلّينا معاً أنّ الله يكشف عن نفسه لفيصل، ذهب إلى بيته، وعندما عاد كان قد تخلّى عن إعتراضاته حول الثالوث. واصلنا دراسة الكتاب المقدّس الأسبوع التالي معاً، وانتقلنا إلى مواضيع ومجالات صعبة أخرى. إستجاب الله دعاء طالب حقيقي.
آمل أن يكون هذا الحديث قد أعطى لك بعض الأدوات التي تساعدك في تعاملك مع المسلمين. ولكنّ الدّرس الأهم الذي نتعلّمه من هذه القصة هو:
في الجوهر، تقديم الإنجيل للمسلمين هو مسعى روحي، وليس فكري أو ثقافي. يجب أن تكسب المعركة في المجال الروحيّ قبل ان يقدر المسلم على رؤية وسماع الحقيقة.
نبذة عن الكاتب
جورج حصني
نشأ جورج حصني في المنطقة التي تقطنها غالبية مسلمة في طرابلس، لبنان. آمن بيسوع المسيح عندما كان مراهقا. سرعان ما نما حب الله العميق للمسلمين في قلبه، وبدأ الشعور بدعوة الله له للخدمة بدوام كامل بينهم. معروف لعمله في الإشراف على ترجمة ونشر الكتاب المقدس في لغة عربية واضحة وحديثة، إنتقل جورج وعائلته من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة في عام 1982 ليشهد ويخدم بين الطلاب الدوليين. جورج هو مندفع لإيصال الأخبار السارة للخلاص للطلاب الدوليين هنا (في الولايات المتحدة) وفي الخارج. هو يكتب ويحاضر دولياً حول الكرازة والخدمة بين المسلمين، ويسعى لإيقاظ جيل جديد سوف يعلن الإنجيل بجرأة. جورج هو مؤسس ومدير “الآفاق الدولية” ويمارس تدريب التبشير الإسلامي من خلال تدريبه المعروف بـ جذب الإسلام.
0 Comments