كتابة: بيار رشاد حصني. 6- ايار- 2016
ترجمات الكتاب المقدّس ” المقبولة من المسلمين”، المسمّاة عمليّاً: ” ترجمات بمصطلحات المسلمين” (ت م م)، هي محاولات حسنة النيّة لإنتاج الكتاب المقدّس بأسلوب يُقبل بسهولة ويُفهم من المسلمين.هذه التّرجمات تستخدم مصطلحات إسلاميّة، رسومات، خطوط وعبارات قرآنية لجعل الكتاب المقدّس يبدو ككتاب إسلامي. بعض هذه التّرجمات يستخدم الإطار المميّز نفسه حول النص والرّسومات بين الآيات كما هي مُستخدمة في القرآن، وبعضها يستبدل مصطلحات الآب والإبن بتعابير مثل “الحارس” و “الأمير”.
يعتقد أنصار هذه التّرجمات بأنّها ضروريّة للوصول الى المسلمين، ولكن أناس كثيرة ٍتسأل عمّا إذا كانت هذه التّرجمات مفيدة حقّاّ، بينما يشكّل المؤمنون القوميّون معارضةً شديدةً ضدّ هذه التّرجمات بلغّاتهم الخاصة. وفيما يلي خمسة أسباب تجعل “ت م م” تأتي بنتائج عكسيّة:
1. ترجمات “ت م م” تدعم فكرة تحريف الكتاب المقدّس.
إدّعى المسلمون خلال مئات السّنين أن المسحيّين واليهود حرّفوا الكتاب المقدّس دون إعطاء أي دليل على ذلك. بينما مخطوطات الكتاب المقدّس موجودة ولم تتغيّر، والتّرجمات المتعدّدة للكتاب المقدّس تثبت عدم التّغيير والتّحريف الذي يعتقده المسلمون. عندما يقرأ المسلون عبارة “ابن الله” في إحدى الترجمات، وعبارات “ممثّل عن الله” و “أمير الله” وأحياناً ببساطة عبارة “مسيح الله” في ترجمات أخرى، يجدون هذا دليلاً واضحاً على صحّة إعتقادهم بتحريف الكتاب المقدّس.
2. ترجمات “ت م م” هي خادعة.
بالرّغم من عدم قصد الخداع، ترجمات ” ت م م” تَظهر للوهلة الأولى بأنها كتب إسلاميّة. هذا لأنّها تستخدم غلافاً مزخرفاً شبيهاً بزخرفة غلاف القرآن، مقدّمات وعناوين تتضمّن تعابير قرآنيّة، أسماء الأنبياء والشّخصيّات الكتابيّة كما ذُكرت في القرآن وعبارات لاهوتيّة قرآنيّة. إن القصد من هذه الإستخدامات مساعدة المسلم ليتقبّل ويفهم الكتاب المقدّس بشكل أفضل، لكنّها بالحقيقة تجعله يظن بأنّه يقرأ كتاباً إسلامياً. مع أنّه قد تُقبل هذه الكتب على أساس أنّها إسلاميّة لكن بوعود كاذبة، لكن هذا لا يتوافق مع 2 كورنثوس 4: 2 ” بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.” الخداع ليس فقط خطأً بل إنّه يؤدّي الى نتائج عكسيّة، لأنه حين يُكتشف، يجعل المسلم أكثر مقاومةً للإنجيل.
3. ترجمات “ت م م” تخدع فقط المسلمين السّذّج. فقط المسلمون الأمّيّون والغير مثقّفون يمكن أن ينخدعوا بأن ترجمات “ت م م” هي كتب إسلاميّة. المسلمون المتعلّمون والمثقّفون يغضبون من هذه الطّرق الخادعة، وبالتّأكيد سوف يثيرون الوعي حول هذا الموضوع لإخوانهم المسلمين.
4. المسلمون يعرفون مسبقاً بأنّ المسيحيّين يؤمنون بأنّ المسيح هو ابن الله.
بما أنّ المسلمين يتعلّمون مقاومة العقيدة المسيحيّة كون يسوع هو ابن الله، هم يعلمون بأنّ هذه العقيدة هي من صُلب الإيمان المسيحيّ، لذلك إنتاج كتاب مقدّس يستبدل تعبير “الإبن” بتعبير آخر، يؤكّد حجّة رفض المسلم للكتاب المقدّس. والحمد لله، ليس كلّ ترجمات “ت م م” تستبدل كلمة “الآب” و “الإبن” بتعابير أخرى، لكن من الصّعب تصوّر لماذا كثيرين من فِرق ترجمات “ت م م” تعتقد أن تغيير هذه التّعابير ستكون فكرة جيّدة.
5. ترجمات “ت م م” هي مشابهة للقرآن مع صليب على الغلاف.
لنضع ذلك بصورة واضحة: تخيّل إذا سلّمك شخصٌ ما كتاباً على غلافه صليب ومكتوب عليه “الكتاب السّار”، وعندما تفتحه وتبدأ بالقراءة، حالاً تشعر بارتياح وأنت تقرأه، لأنّه يحتوي على آيات كتابيّة مألوفة لديك في مقدّمته المليئة بالتّعابير المسيحيّة. لكن، وبينما أنت تقرأ عن “النبيّ محمّد”، فجأةً تلاحظ أنّ الكتاب الذي بين يديك هو بالحقيقة قرآناً مصمماً خصّيصاً للجمهور المسيحيّ. بماذا ستشعر، وما سيكون إستنتاجك والقرار الذي ستتخذه؟ هذه هي المشاعر والإستنتاجات والقرارات نفسها التي تنتاب المسلم عند قراءته التّرجمات بمصطلحات المسلمين “ت م م”.
لمدة 1400 سنة حافظ المسحيّون بأمانة على النّصوص الكتابيّة. وللأسف، إنّ جيلنا هذا سمح، وبشكل مأساوي، بهذا النوع من التّرجمات التي تقلّد الكتب الدينيّة الأخرى. والأسوأ من ذلك، المساومة على العقيدة اللاهوتيّة الأساسيّة المتعلّقة “بالآب والإبن”.
إذا كنت أنت أو كنيستك، تعرف أو تدعم مشاريع ترجمة الكتاب المقدّس، أنا أشجّعك أن تتأكّد بأنّهم غير متورّطين بترجمة “ت م م” أو ترجمات المصطلحات الدينيّة الأخرى.
إذا كنت ترغب بأيّ مساعدة لإكتشاف ذلك، نرحّب بمراسلتك لنا على البريد الألكتروني التالي: info@biblicalmissiology.org
0 Comments